من فضائل القرآن وسوره وآياته - الحلقة الرابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد للهِ الكريم المنان ذيِ الطول، والفضل، والإحسان، الذي هدانا للإيمان، وفضل ديننا على سائر الأديان، ومنَّ عَلينا بإرسالهِ إلينا خيرَ خَلقهِ، مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، فمحا به عبادة الأوثان، وأكرمه صلى الله عليه وسلم، وأبانَ بالقُرآنِ المُعجِزة المُستَمرة عَلى تَعاقبُ الأَزمَان التي يتحد بها الجنُّ، والإنسُ، بأَجمَعهم، وأقْحَمَ بِها جميعَ أهلِ الزيغ والطُغيان، وَجَعلهُ رَبيعاً لِقُلوبِ أهلِ البصائر والعِرفان، ولا يخلق عن كَثْرةَ الردِّ، وتغَاير الأَحيان، وَيسَرهُ حتى استظهره صَغائرُ الولدان، وضعَّف الأجرَ في تلاوتهِ، وأعظمَ بهِ في الامتنان.
أَحمدهُ أَبْلغَ الحمد على ذلك، وغيره من نِعمهِ التي أَسْبَغَها علينا في كُل حينٍ وأوان، وأسألهُ المِنَّة عليَّ، وَعلى جَميع أحبَّائي بالرّضوان.
وأَشهد أنْ لا إله إلاَّ الله، شَهادة مُحصّلة للغُفْران، مُنقِذة صاحبها مِنَ النِّيران، مُوصلةً لَه إلى سُكنى الجِنان. وأشهد أن محمد عبده ورسوله صاحب البيان، خير الناس علي كل زمان، صلي الله عليه وسلم في كل حين وأوان.
أمَّا بعد..

فلقد مر بنا الكلام في ذكر بعض فضائل كتاب الله العزيز، وكان ذلك واضحا جلياً فيما ذكرنا من أحاديث صح إسنادها عن النبي صلي الله عليه وسلم، وكان المنتظر أن نبدأ في ذكر ما جاء من فضائل في سور بعينها، ولكن ائذنوا لي أن نرجي ذلك للحلقة القادمة، لنقف وقفة مع الحلقات السابقة وما جاء فيها من أحاديث.

قرأتَ ما قرأتَ في فضائل القرآن فكم قرأتَ من كتاب الله في يومنا هذا؟ وما مجموع ما قرأت خلال هذا الأسبوع؟ بل قل لي ما مجموع ما قرأت من كتاب الله من بعد رمضان الماضي؟

علمتَ أن خير الناس من تعلم القرآن وعلّمه، فأذكر كم آية تعلمتَ تفسيرها وتدبرتَ وتفكرتَ معانيها؟ وكم أمر في كتاب الله نفذتَه؟ وكم نهي اجتنبتَه؟

وبالله عليك هل تأثرت أخلاقك ومعاملاتك وأحوالك بالقرآن الذي تقرأ أم إنها مجرد قراءة وذكر ويتنهي الأمر علي ذلك.

وإذا تحدثنا عن الحفظ فكم تحفظ من كتاب الله؟

لابد من وقفة نعرف فيها أين نحن من كتاب الله والعمل به، وراجع أحاديث الحلقة الأولي، والثانية، والثالثة، وكل حديث صحيح في فضل القرأن، بل وكل حديث يمر عليك ثم أنظر كم نفذت من هذا الحديث؟ كله، نصفه، ربعه، عشره، أي شيء منه. وابدأ العمل خذ أي شيء من الحديث ولو يسير وطبقه ثم زد هذا الجزء اليسير شيء فشيئ حتي تصل إلي العمل بكامل الحديث وإلا فلما تعدد حجج الله عليك بقراءتك وعدم تطبيقك؟

جزاكم الله خيراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.