روضة المحبين: استراحة المحبين

== استراحة المحبين ==

مشتــــــــــــــاق

شخص ببصره إلى السماء وهو مدرج في دمائه وأنفاسه تتلاحق وبداخله ألف ألف سؤال وألف ألف أمنية ولكن وسط كل هذا كان يراوده حلم عمره .. قصة عمره .. حبيبته .. أطال النظر إلى السماء وهمس يناجيها

- حبيبتي ..أمنية عمري وملكة أحلامي
كم أشتاق إليكِ الآن
الآن وقد بلغت آخر ما يمكنني أن أبلغه
طال بي المسير .. واشتد بي السفر الطويل
وكم تأكل نار الشوق في جدران قلبي .. قلبي الذي يحترق من حرارة ذكرى لقياكِ
آه لو تعلمين كم أحن إليك ِ
سنين من التعب تعانق أيامي ترفض أن تتركني إلا عند بابك ِ
متى اللقاء يا حبيبتي ؟؟
متى اللقاء لأبث لكِ همي وألقي إليكِ متاعبي ؟؟
كم أتوق أن ألقي برأسي على كتفيك طفل صغير أحدثكِ عن أيام العذاب وسنين الشقاء
كم ظللت أرتجف وحدي في ليالي الشتاء ممنيا نفسي بحرارة لقائنا
كم احترقت في نار الشمس راغبا في أن أستظل بأهدابك
كم سهرت أقاتل النوم معزيا نفسي بأنه سيأتي يوم وأنام في عينيكِ
كلما اشتد بي الألم من الجهد اشتد بي الشوق من الذكرى
فحبك ملك مشاعري واستولى على أحاسيسي وصادر أشواقي وسرق مني غرامي
والآن .. وقد بلغ مني العناء ما بلغ
وها أنا ذا وكل موضع في جسدي يبكي دما من شدة الألم
تتبادر أمامي كل الأسئلة
هل حان حقا اللقاء ؟؟
هل تنتظريني ؟
والسؤال الأهم
هل أنتِ لي حقا ؟؟

لم يستطع أن يقاوم آلامه أكثر من ذلك فدخل في غيبوبة قصيرة وما لبث أن رآها أمامه .. كأجمل مما كان يتصور أو يتخيل .. رنت نحوه هامسة

- حبيبي .. وهل أنا إلا لك ؟!!
أنا لا أرضى إلا بمثلك .. فأنا لا أرضى إلا بالفرسان الأبطال
منذ بدء الكون وأنا أتزين لك وأستعد لللقاء ..لم يراني أحد قبلك
أنا لك يا حبيبي .. لك وحدك
هناك في أجمل مكان في الوجود
هناك حيث أنهار العسل واللبن
هناك حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
هناك حيث تراب الزعفران
هناك نلتقي .. وأغني لك بنفسي .. وبصوتي .. أغني لك وأقول
نحن الراضيات فلا نسخط أبدا، و نحن الخالدات فلا نموت أبدا ، و نحن الشابات فلا نهرم أبدا ، و نحن الكاملات فلا نتغير أبدا ، و نحن الصادقات فلا نكذب أبدا ، و نحن الطيبات فلا نفثل أبدا ، و نحن خيرات حسان أزواج قوم كرام طوبى لمن كنا له و كان لنا

هاهو اللقاء قد حان .. الآن يا حبيبي الآن

استفاق من غيبويته وأشتد تلاحق أنفاسه و تصبب العرق من جبهته بغزارة وأيقن هو أن اللقاء قد حان .. نعم الآن .. الآن
رفع سبابته إلى السماء وقال :
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

قالها وفاضت روحه إلى بارئها .. وعلى شفتيه ابتسامة هادئة ولكن ليست كأي ابتسامة
إنها ابتسامة مشتاق