بحث عن:

٠٥‏/٠٥‏/٢٠٠٧

نقطة ومن أول السطر .. الحلقة الثانية ===> علامات على الطريق


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

سيد الأولين والآخرين

قائد الميامين المحجلين

سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم

الحمد لله .. رب الأرض قدر فيها أقواتها .. وبث فيها من كل دابة ماهو آخذ بناصيتها .. ينصر المؤمنين فلا تزل قدم بعد ثبوتها .. فاسأل يوسف كيف فر من الدنيا وزيناتها .. فاستعصم إذ راودته التي هو في بيتها .. وعاتب ربك القلوب على سباتها .. ثم أفرحها فقال : أعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{16} اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{17}

أما بعد .. تكلمنا في المرة السابقة عن التوبة واسأل الله أن يتوب علينا جميعًا وأن يقبل توبتنا

وربمايتساءل أحدنا كيف أعلم أن الله قد قبل توبتي ؟؟

فنقول علامات التوبة المقبولة كالآتي :

أولا: أن يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبلها

وهذا شرط معروف بالفطرة فإذا لم تكن حياتك بعد التوبة أفضل مما كانت قبلها فمن ماذا تبت يا عبد الله ؟

ثانيا: ألا يزال الخوف من العودة الى الذنب مصاحبا له

وهذا هو حال عباد الله المؤمنين فكل مؤمن يستعظم ذنبه ويخشى أن يعود له لما علم من قبح ما كان عليه فكلما ذكر حاله قبل التوبة شعر بخجل مما كان عليه وساء بما حدث له وهذا عكس ما تجده من بعض المفتونين إذ يقول : ( أنا لو كنت زي زمان كان زماني ايه .. لو كنت لسه بغني كنت عملت شريط كسر الدنيا .. تعرف لو ليا في البنات زي زمان كان زماني ماشي مع عشرة ولا عشرين .. أنا لو كنت من غير حجابي زي الأول كان كل دول باتوا يفكروا فيا .. وهكذا ) .. فاعلم أن مثل هؤلاء مادام ذكرهم للذنب يثير اللذة داخلهم فهم واقعون فيه مرة أخرى لا محالة .

ثالثا: انخلاع القلب وتقطعه ندما وخوفا من العقوبة العاجلة والآجلة

قلبه خائف من عاقبة الله فيما مضى منه ..فهذا الحسن البصري ومن هو في العبادة والزهد كان يقول : أخشى أن يكون الله قد أطلع على بعض ذنوبي فقال أذهب فلا غفرت لك

وهذا مالك بن ديناركان يقول :

إذا حشر الله الخلائق فقال : يا مالك .. قلت ربي لبيك .. فيأذن لي أن أسجد بين يديه .. فلا أرفعها حتى أعلم أنه قد رضي ثم لا أبالي إن قال أذهب يا مالك كن ترابا .. كن ترابا

مالك بن دينار الذي كان إذا شرع في قيام الليل كبر تكبيرة الإحرام ثم يبكي حتى يطلع الصباح

فكيف بالمفرطين أمثالنا ؟؟

رابعا : كسرة خاصة لا تحصل الا للتائب

التائب يعرف أنه أفاق لتوه من غفلة .. وأدرك أخيرا حجم ما كان عليه من تفريط .. فهو مقر بحقيقة معاصيه فتجد قلبه منكسرا ذليلا على ما كان منه .. يود لو أن ما كان لم يكن .

ومن أجمل ما قيل عن التائب ماقاله الشيخ محمد حسين يعقوب في كتابه كيف أتوب حيث قال===>

التائب.. له في كل وقعة عبرة.. إذا رأى جمعا ذكر القيامة.. وإذا رأى مذنبا بكى عليه خوفا من ذنوبه..

إذا رأى نعيما خاف أن يحرم الجنة.. وإذا رأى نارا ظن أنه مواقعها..

التائب.. إذا هدل الحمام بكى.. وإذا صاح الطير ناح.. وإذا شدا البلبل تذكّر.. وإذا لمع البرق اهتز قلبه خوفا ممن يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته..

التائب.. ـ إخوتاه ـ يجد للطاعة حلاوة.. يجد للعبادة طلاوة.. يجد للإيمان طعما.. يجد للإقبال لذة..

التائب .. يكتب من الدموع قصصا.. وينظم من الآهات أبياتا.. ويؤلف من البكاء خطابا..

التائب.. كالأم اختلس منها طفلها.. ثم اختلست طفلها من يد الأعداء.. أتدري كم فرحتها..؟؟ أتقدر سعادتها..؟؟

التائب.. كالغائص في البحر.. إذا نجى من اللجة الى الشاطئ.. بعد أن آيس من النجاة..

التائب.. كالعقيم بشر بولد..

التائب.. أعتق رقبته من أسر الهوى.. أطلق قلبه من سجن المعصية..

التائب.. فك روحه من شباك الجريمة.. أخرج نفسه من كير الخطيئة.. التائب ـإخوتاه ـ كالطائر الجريح لا يختال..

لو رأيت التائب لرأيت جفنا مقروحا.. نبصره في الأسحار على باب الاعتذار مطروحا.. سمع قول الاله يوحى فيما يوحى{ يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا} [ التحريم: 8].

التائب... مطعمه يسير.. حزنه كثير.. كأنما هو أسير.. قد رمي مطروحا.. فتاب الى الله توبة نصوحا..

التائب.. قد نحل بدنه الصيام.. أتعب قدمه القيام.. حلف بالعزم على هجر المنام.. فبذل لله جسما وروحا.. وتاب الى الله توبة نصوحا..

التائب.. الذل قد علاه.. والحزن قد وهاه.. يذم نفسه على هواه..وبذلك صار عند الله ممدوحا.. لأنه تاب الى الله توبة نصوحا..

أخي اصدق نفسك وربك .. هل تبت حقا ؟؟

فإذا لم تتب فارجع إلى الله وعد وتب مرة ثانية فإن الله يحب التوابين .. تب إلى الله واستعن به على نفسك ..

لا تيأس من نفسك فإنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون وإن تصدق الله يصدقك ونختم بهذا الحديث :

عن شداد بن الهاد الليثي قال :

أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فآمن به واتبعه ، ثم قال : أهاجر معك ؟ فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ، فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبيا ، فقسم ، وقسم له ، فأعطى ما قسم له ، وكان يرعى ظهرهم ، فلما جاء ، دفعوه إليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذه ، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما هذا ؟ قال : قسمته لك . قال : ما على هذا اتبعتك ، ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ههنا ، وأشار إلى حلقه بسهم فأموت ، فأدخل الجنة ، فقال : إن تصدق الله يصدقك . فلبثوا قليلا ، ثم نهضوا في قتال العدو ، فأتى به النبي ، يحمل قد أصابه سهم حيث أشار ، فقال النبي : أهو هو ؟ قالوا : نعم ! قال : صدق الله فصدقه . ثم كفنه النبي ، في جبة النبي ، ثم قدمه فصلى عليه ، فكان فيما ظهر من صلاته : اللهم هذا عبدك ، خرج مهاجرا في سبيلك ، فقتل شهيدا ، أنا شهيد على ذلك
الراوي: شداد بن الهاد الليثي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1952

أرأيت كيف من يصدق الله يصدقه .. اصدق في التوبة إلى الله يصدقك الله ويتوب عليك

اللهم وقع على قصص الإنابة بقلم العفو

اللهم اقبل طلاب الجنة في مدرسة التوبة

اللهم ارفق بمرضى الهوى في مستشفى البلاء

لا تنسوني من الدعاء غفر الله لي ولكم

هذا وإن كان من توفيق فمن الله وحده وماكان من سهو أو خطأ فمني ومن الشيطان

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

لاتنسوا موعدكم مع الحلقة الثانية من سلسلة حفيدات عائشة الثلاثاء القادم 21 ربيع الاخر 1428 هجرياً

هناك تعليقان (٢):

Hala Mehana يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربنا يكرمك ويجزيك كل خير
ويكرمك بكل كلمة ممكن
تكون سبب فى توبة انسان

Mohamed Gamal El-Din يقول...

جزاك الله خيراً يا أحمد