بحث عن:

٢١‏/٠٤‏/٢٠٠٧

من فضائل القرآن وسوره وآياته - الحلقة الأولي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد ...

لما كان الطريق إلي مرضاة الله طويلاً محفوفاً بالمخاوف والمهالك بل وبالمحبوبات والمألوفات كان لابد من زاد يُتزود به. وما زادٌ خيرمن كتاب الله عز وجل. ولحمل هذا الزاد لابد للنفس من شيء يقويها ويخفف عنها حملها فتسير إلي الله راجية عفوه ورضاه دون كلل أو زلل فإلي ...........

فضائل القرآن وسوره وآياته

ليس أفضل في ذكر ما جاء في فضائل القرآن الكريم إلا ما قاله من نُزّل عليه القرآن رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم.

عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ((
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق [الفاجر] الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق [الفاجر] الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر[خبيث] )) رواه البخاري ومسلم.

الإيمان كما عرفه رسول الله صلي الله عليه وسلام في حديث جبريل عليه السلام الذي رواه مسلم في صحيحه (
أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره) وللإيمان طعم كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم والترمذي بسند صحيح (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا) وفي رواية أخري عند مسلم والترمذي بسند صحيح (ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان. من كان يحب المرء لا يحب إلا لله. ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه.) وللإيمان حلاوة كما جاء في بعض روايات هذه الأحاديث كما عند البخاري في الصحيح (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار). فللإيمان طعم حلو يذوقه من آمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. فإذا قرأ المؤمن القرآن أصبح كالأترجة وهي ثمرة طعمها حلو ورائحتها طيبة وإذا لم يقرأ أصبح كالتمرة حلوة الطعم ولا رائحة لها. أما الفاجروالمنافق لايجدون طعم حلو فإذا قرأوا القرآن أصبحوا كالريحانة لها رائحة طيبة وطعمها مر وإذا لم يقرأوا القرآن أصبحوا كالحنظلة وهي ثمرة طعمها خبيث ورائحتها خبيثة.
اللهم اجعلنا من المؤمنين الذي يقرأون كتابك ويعملون به، آمين.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((
لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه أناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)) رواه البخاري في صحيحه.

الحسد شر يُتعوذ منه إلا أن يكون في هاتين الحالتين فالحسد الممنوع هو تمني زوال النعمة عن صاحبها والحسد المباح هو رجاء الحصول علي النعمة التي عند الغير دون تنمي زوالها، والرسول صلي الله عليه وسلم يدلنا إلي أن النعم التي يُحسد عليها إنما هي القرآن وإنفاق المال في سبيل الله.
وإذا أتي الله أحد القرآن لايُحسد عليه فقد يكون حجة عليه وليست له، إنما يُحسد إذا قام بالقرآن وعمل به، وفي بعض روايات الحديث في الصحيحين (
ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها) فالمحسود عليه إنما هو العمل بالقرآن أو بالحكمة وليس أن يؤتاها فحسب.
(
ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) وفي رواية صحيحة عند البخاري (رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق) وما أجمل هذا المعني رجل يهلك ماله ينفقه في كل مكان هنا وهناك فإذا كان هذا فقط لايُحسد عليه إنما يُحسد علي إنفاقه في الحق.
وإليكم هذه البشري الغالية ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي في سننه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((
إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء)) وضح هذا الحديث إن إهلاك المال في الحق لا يكون إلا عن طريق العلم وأن من أوتي العلم ولم يؤتي المال ينال أجر من أنفق إن صلحت نيته، ومن أوتي المال ولم يؤتي العلم فهو ينفقه في غير حق نعوذ بالله من ذلك، ومن لم يؤتي العلم ولا المال فهو بنيته. فليتنا إذا رأينا من ينفق في سبيل الله أن نرجو أن نكون مثله لا أن ندعوه إلي ترك الإنفاق بحجة التوفير، وليتنا إذا رأينا العاملين بكتاب الله رجونا أن نكون مثلهم لا أن نبتعد عنهم.

الحديث عن فضائل القرآن لا يتنهي، لذا نكمل في الحلقة القادمة.


لاتنسوا موعدكم مع
الحلقة الأولي من سلسلة
نقطة ومن أول السطر
يوم الثلاثاء القادم
7 ربيع الاخر 1428 هجرياً


جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك ٤ تعليقات:

Mostafa Salem. يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
بجد كلام مؤثر و جميل
المقدمة الحلوة دة بجد رائعة و بارك الله فيك ياعامر و عقبال الحلقة الثانية

Hala Mehana يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا بجد كلام رائع
وانا مستنية باقى الحلقات

Hamada يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ....

بداية موفقه جدا والكلام طبعا اجمل لانه يحتوى على كلام من القران الكريم والسنة . وبجد طريقة موفقه لتعريف وتقريب الناس من القران الكريم وتعريفهم بصحيح الاحاديث النبوية المشرفة

وأحب ايضا اشكر عامر جدا على اسلوب الكتابة الذى ابتعد تماما عن اعطاء الاوامر والكتابة بصيغة حادة قد تنفر البعض من القراءة بل على العكس لجأ الى سرد الاحادث سرد جميل جدا وبجد انا ممنون جدا وياريت يستمر هذا الى الاحسن والاجود باذن الله .

لى ملاحظه اخيرة ارجو عدم التطويل والتكرار فى السرد الحوار واللجوء الي ان يكون الكلام مركز حتى تكون الفائدة اكتر ولا يحصل بعض التشتيت _ هذه ملاحظه وراى شخصى ارجو مراعاته لا اكثر فقصدى بناء للصالح _

وفى انتظار الحلقة الثانية أن شاء الله

محمد إبراهيم الدسوقى

thabet084 يقول...

جزاك الله كل خير ياعامر علي هذا المقال الرائع وجعله في ميزان حسناتك

أنا مش عارف أنت هتخلص السلسله ده أمتي لأن فضائل القرأن ليس لها نهايه
:D:D:D