سلسلة ( مشهور ولكن ! )
كمستخدم للإنترنت ، يصلك يومياً العديد من الرسائل التي تحثك على الالتزام بتعاليم الدين ، او تعرفك بثواب بعض الأعمال الصالحة أو في المقابل تحذرك من عقوبة المعاصي وارتكابها عبر أحاديث وأدلة من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أو أدعية وابتهالات لجلب منفعة أو لدفع مضرة ، وفي أحوال أخرى تكون قصص مؤثرة من أجل أن تستخلص منها العبر والعظات ، أو حتى قصص وأخبار لزيادة معلوماتك الدينية أو التاريخية عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، وأخيراً ظهرت رسائل تدلك على بعض أوجهة الإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ... ولكن !
هل سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنّ كذبا علي ليس ككذب على أحد من العالمين، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري ومسلم.
هل يمكنك أن تصدق أنك بنشرك لحديث للرسول صلى الله عليه وسلم دون أن تتأكد من مصدره تقود قدماك نحو مقعد لك من النار ؟
هل تتخيل أنك بنشرك أو بدعائك لأحد هذه الأدعية المنتشرة تكون قد ارتكبت مخالفة شركية أو ابتدعت في الدين رغم انك كنت تدعو بهذ الدعاء من أجل ان يرفع الله عنك مضرة أو يجلب لك نفعاً ؟
هل تتخيل أنك بنشرك لقصة من السيرة تكون قد شوهت سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رغم أنك تنشر هذه القصة بدعوى نشر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أو هل تتخيل أن رسالتك التي أرسلتها لجميع اصدقائك لكي يستدلوا على عظمة هذا الدين بعد اكتشاف العلم لمعجزة حديثة في كتاب الله أو في سنة المصطفى ما هي في النهاية إلا رسالة تسهم في تشويه صورة هذا الدين عند الأشخاص الذي يُفترض أن توجه إليهم هذه الدعوة ؟
نعم كل هذا صحيح ، وممكن ، ما دمت لم تتحرى في مصادر معلوماتك وجعلتها قصراً على رسالة بريد الكتروني دونما أي مصدر يثبتها أو يوضح حقيقتها ... لذا :
قبل نشر أي حديث يفضل التأكد من صحته وضعفه من موقع الدرر السنية هنا :
الحديث :
من ترك الصلاة الله خمس عشرة عقوبة 6 أثناء حياته و3 حين الموت و3 في القبر و3 يوم القيامة :
فأما العقوبات في الدنيا :
- يمحق الله البركة في عمره
- لا يستجيب الله لدعائه
- تذهب من وجهه علامات الصلاح
- تمقته جميع المخلوقات على الأرض
- لا يثيبه الله على عمله الصالح
- لن يشمله الله في دعاء المؤمنين
- يموت ذليلاً
- يموت جوعاناً
- يموت عطشاناً ولو شرب جميع ماء البحر
وأما العقوبات في القبر :
- يضيق الله قبره حتى تختلف أضلاعه
- يوقد الله عليه ناراً ذات جمر
- يرسل الله إليه ثعباناً يقال له الشجاع الأقرع يضربه من الفجر للظهر لتركه صلاة الفجر ومن الظهر للعصر لتركه صلاة الظهر وهكذا ... وفي كل ضربة يدخله في عمق الأرض 70 ذراعاً .
- يرسل الله إليه من يسحبه على وجهه
- ينظر الله إليه نظرة غضب يسقط معها لحم وجهه
- يحاسبه الله بصرامة ويقذف به في النار .
والأحاديث الورادة في وجوب الصلاة والتحذير من تركها أكثر من أن تحصى ، ولكن !!!
الحديث السابق الذي انتشر بصورة كبيرة بين الناس وعلق حتى في المساجد والتجمعات وخلافه دونما بحث أو استقصاء هو حديث مكذوب على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
قال عنه سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - في مجلة " البحوث الإسلامية " ( 22 / 329 ) : أما الحديث الذي نسبه صاحب النشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقوبة تارك الصلاة وأنه يعاقب بخمس عشرة عقوبة الخ : فإنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك الحفاظ من العلماء رحمهم الله كالحافظ الذهبي في " لسان الميزان " والحافظ ابن حجر وغيرهما .
وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : هذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لأحد نشره إلا مقروناً ببيان أنه موضوع حتى يكون الناس على بصيرة منه ." فتاوى الشيخ الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة " ( 1 / 6 ) .
أولاً : ليس من الضروري أن يكون الحديث خاطئاً حتى يكون مكذوباً ، فأكثر الأحاديث المكذوبة هي في الواقع تحث الناس على الخير وتحضهم عليه وتحذرهم من الشر .